تخلّت عنه زوجته: أب لخمسة أطفال يوجّه نداء استغاثة
اسمه 'عم الصّادق' وكم كان صادقا في كلماته وعباراته التي أراد من خلالها أن يدخلنا عالمه ويكشف لنا عن المعاناة التي لازمته طيلة 8 سنوات، علّه يجد فينا مسكّنا لآلامه بعد انتظاره لفرج ربما وإن طال قد يكون قريبا.
بصوت مرتجف ونظرات بائسة حزينة وملامح كستها التجاعيد رغم صغر السنّ، تحدث عم صادق بكل مرارة عن معاناته التي كانت بدايتها مع قرار تخلّي زوجته عنه وعن أبنائه ليتحمل مسؤولية أطفاله الخمسة، فلعب دور الأب والأم في آن واحد وتحمل العديد من الصعوبات لا سيما في ظل الخصاصة والفقر وقلة ذات اليد التي يعانيها.
أطفاله الخمسة أكبرهم تبلغ من العمر 16 عاما وأصغرهم حسام ذي الثماني سنوات حامل لإعاقة سمعية لم يتسن له الالتحاق بمقاعد الدّراسة فضلا عن عدم ختانه.
وقد أرجع الأب ذلك إلى الظروف المادية القاسية، مضيفا أنّه عاجز عن إعالة أطفاله لا سيّما أنّه عاطل عن العمل ويقتات من أشغال بسيطة يقوم بها ومن منحة إعاقة بـ150 دينار.
ظروف حياتية ومعيشية صعبة جدا رصدناها من خلال زيارتنا لمنزل "عم صادق" بمنطقة أولاد الخشين التابعة لمعتمدية سيدي الهاني من ولاية سوسة.
منزله المتداعي يفتقد لأدنى مقوّمات العيش الكريم، جدران وسقف من طين وقع تثبيته بأعمدة خشبية وأغطية صوفية بالية، لا نوافذ ولا أبواب ولا بيت راحة ولا ماء صالح للشراب ولا كهرباء.
مكان تغيب فيه أبسط المرافق الأساسية للعيش الكريم، منزل كئيب يسوده الظلام ويكسوه الحزن.
وقد وجّه "عم صادق" في حواره معنا نداء استغاثة للسلط المعنية وللتونسيين لإعانته وإنقاذه وأبنائه من براثن الألم والمعاناة.
إيناس الهمامي
